لا يزال جزء كبير من ضحايا زلزال الحوز، يعيش في ظروف مزرية، يزيد من تدهورها سوء الأحوال الجوية، وعدم التوصل بالدعم الذي تم إقراره لفائدة الأسر المتضررة.
الساكنة التي لا تزال تعيش في خيم لا تحفظ الكرامة ولا توفر أدنى شروط السكن اللائق، وجدت نفسها من جديد في مواجهة الظروف الجوية، ووجها لوجه مع الأمطار التي أغرقت الخيام والرياح القوية التي اقتلعت جزءا منها، ولم تسلم منها حتى الأقسام التي تم تركيبها بالمنطقة لتدريس الأطفال.
ورغم توالي النداءات والمطالب بالتدخل الحكومي من أجل إيجاد حلول عاجلة لهذه الفئات التي تعاني منذ أشهر، إلا أن الأمر يظل على حاله، وتكتفي الحكومة بتصريحات تعلن فيها عن “نجاحها” في تدبير ملف ضحايا الزلزال، وصرف الدعم للمستحقين.
لكن وبعيدا عن خطابات الحكومة، تستمر الأسر المتضررة بالاحتجاج منذ أسابيع، وهي الاحتجاجات التي تواصلت اليوم الجمعة، خاصة وأن جزءا كبيرا لم يتوصل بالدعم من أجل إعادة بناء المساكن التي شقها أو دكها الزلزال.
وأمس الخميس، وفي ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه الأسر المتضررة بأطفالها وشيوخها ونسائها، وتطاير الخيام، واشتداد قساوة المناخ، خرج العشرات من المواطنين من منطقة ثلاث نيعقوب في مسيرة احتجاجية صوب عمالة إقليم الحوز، لاستنكار الوضع والمطالبة بحقهم في الدعم.
المحتجون، نساء ورجالا، قطعوا عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام من دواويرهم إلى مقر العمالة، واضطروا للمبيت في العراء على قارعة الطريق، دون فراش ولا غطاء، وجددوا احتجاجهم صباح يومه الجمعة أمام العمالة دون أن يستجيب لمطالبهم أحد، ودون أن يتم استقبالهم.
وانطلق المحتجون من جديد، رغم الأمطار والظروف الصعبة، من أمام مقر عمالة الحوز، في اتجاه ولاية الجهة بمراكش، لإيصال صوتهم للمسؤولين، بهدف رفع التهميش.
واشتكى المحتجون من رفض طلباتهم للحصول على الدعم المخصص للضحايا ودون تعليل، وعدم وجود من يستقبلهم ويستمع لمشاكلهم، ويحاول مساعدتهم في هذا الوضع، مؤكدين أنهم لم يصلهم من البرامج وأموالةالدعم المخصصة للمنطقة سوى الكلام والشعارات الفارغة.
والتمس المواطنون المتضرورن تدخلا ملكيا من أجل رفع التهميش والقهر عنهم، وإيجاد حلول لعائلاتهم التي تعيش في العراء والخلاء، في ظل غياب المسؤولين.